"بيغ بين" السورية... ساعة باب الفرج في حلب

الأحد 5 إبريل 2020 - 12:49 بتوقيت غرينتش
 "بيغ بين" السورية... ساعة باب الفرج في حلب

أطلق على الباب اسم "باب الفرج" تفاؤلا لِما حصل من التفريج بفتحه، وفتحه الملك "الظاهرغازي"، حيث كان في محله باب يسمى "باب العبارة" أو "باب الثعابين". ولم يبق لهذا الباب أثر حيث هدم 1904.

تعتبر ساعة حلب "ساعة باب الفرج" من المعالم التاريخية الجميلة من حيث موقعها السياحي، وطرازها المعماري الفريد، بحيث تحتل بقعة من أكثر بقاع المدينة جمالاً ونشاطاً، وتعد آلة الساعة الميكانيكية وهي إنجليزية الصنع من نفس الشركة المصنعة لساعة "بيغ بن" والتي تعد تحفة أثرية بحد ذاتها.

جوار بابٍ الفرج الذي أنشئ في عهد الملك الظاهر غازي، وهدم عام  1904، ولم يبق منه إلا برجه الجنوبي، شيدت ساعة حملت نفس الاسم بتكلفة وصلت إلى 1500 ليرة عثمانية جمع نصفها من أهل الخير، والباقي من صندوق البلدية، وهي تعمل على التوقيت العربي والتوقيت الغربي.

 

ووضع حجر الاساس سنة 1898 م على أنقاض برج لقسطل قديم شيد أيام السلطان سليمان القانوني، وأنجز البناء خلال عام واحد، أي في سنة 1899م.

 

تقع الساعة بالقرب من باب الفرج وهو أحد أبواب حلب القديمة ، فإلى الشرق منها يقع مسجد "بحسيتا"، وإلى شرقه المدرسة القرموطية، وفي النهاية الشرقية يقع المسجد العمري، ثم جامع الدباغة العتيقة، كما تقع المكتبة الوطنية مقابل البرج مباشرة.

 

ويتألف برج الساعة من أربع واجهات، تعلو جدرانه بشكل مائل نحو الداخل ، فيبدو الزنار الأول البارز من جسم البناء، الذي ترتفع فوقه مقرنصات، وهي ركيزة للشرفة التي تحيط بها، ثم يلي هذا الجزء القسم العلوي عند بداية الشرفة ويعتلي هذا القسم فتحات دائرية في كل واجهة من الواجهات الأربع. ويوجد في كل فتحة قرص للتوقيت، كل قرصين متقابلين يعملان بتوقيت يختلف عن توقيت القرصين الآخرين، اثنان للتوقيت العربي واثنان للتوقيت الغربي.

 

 كما يعتلي هذا البناء أفريز بارز، وكأنه نصف دائرة يرتفع فوقها الجسم العلوي، ويسمى الفونس، فيه ست نوافذ، وكوى دائرية، وينتهي بأعلى القسم العلوي جهاز لمعرفة اتجاه الرياح.

 

وقد أشرف على عملية البناء المهندس النمساوي "شارتيه" و المهندس "بكر صدقي أفندي" وهما مهندسان كانا يعملان في بلدية حلب، وذلك إحياء لذكرى مرور خمسة وعشرين عاماً على اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني العرش .

 

وقد أرخها الشاعر الأديب "عبد الفتاح الطرابيشي" بقوله:‏

قد شاد بالشهبا منارة ساعة ، تزهو بإتقان وحُسن صناعة في دولة الملك عبد الحميد المرتجى الثاني ، الذي ساس الورى بدراية وبهمة الوالي الرؤوف أخي الحجا وضيع قوم من أعاظم سادة فهم رجال قد روى تاريخُهم لعلائهم حتى قيام الساعة

 

وقال أيضاً : لقد شيد في الشهبا منارة ساعة بعصر حميد عن علاه غدت تروي وجاءت كما يهواه رائف أرّخوا تنبّه للأوقات من كان في لهو.

مزيد من الصور

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019