دراسة: الذهنية وضعف التكنولوجيا في سورية تحديات أمام العمل عن بعد

الأحد 19 إبريل 2020 - 11:38 بتوقيت غرينتش
دراسة: الذهنية وضعف التكنولوجيا في سورية تحديات أمام العمل عن بعد

طرحت ورقة بحثية في مركز دمشق للأبحاث والدراسات "مداد"، عدة أسئلة بخصوص انتشار العمل من المنزل في سورية، منها إلى أي حدٍّ تستطيع شبكة الإنترنت أن تتحمل هذا الضغط؟، وإلى أي حدٍّ سيكون تقنين الكهرباء الكثيف عاملاً معرقلاً؟.

 

وخلصت الورقة البحثية، التي نشرها موقع "صحيفة الوطن"، إلى أن العمل عن بعد في سورية يواجه تحديين رئيسيين الأول يتعلق بالتكنولوجيا، والثاني مرتبط بالذهنية، التي تشكل صعوبة في التآلف مع فكرة هذا العمل والوثوق بفاعليته.

وأظهرت الورقة أن التحدي التكنولوجي يتمثل بأن معظم القطاعات، وخاصةً القطاع العام، عالقة في تكنولوجيا بداية الألفية، بالاعتماد على المراسلات الورقية والأضابير والمصنفات والتوقيع والختم الحي والفاكسات.

ووفقاً للورقة، يرجع التحدي الثاني في الذهنية إلى كون معظم العمل لا يزال تقليدياً مشخصناً ويقوم على التعامل الشخصي المباشر، وتتحدد مدى إنتاجية الفرد فيه بمدة غيابه عن البيت.

وبحسب الورقة فإن أصحاب المهن الفكرية والإبداعية تحولوا إلى قومٍ ليليين بسبب مساحات البيوت الصغيرة وكون عملهم يحتاج إلى تركيز، في بيوت لا تكفل حقهم بالتركيز.

ويرى العديد من المديرين وأرباب العمل أن العمل عن بعد يخدم الموظفين ويساعدهم على التهرب، وفقاً لما خلصت له الورقة البحثية من تجرية العمل في سورية، وخاصة بالقطاع الحكومي.

واعتبر بحث "مداد"، أن العمل عن بعد يمكنه أن يكون أداة إستراتيجية في أيدي المدراء من أجل إدارة مؤسساتهم، على أن يلتزم الموظفون ويشعروا بالمسؤولية، مع وجود طرق رقابة ومحاسبة فعّالة.

وتحول الموظفون في سورية إلى ما يشبه الموظف المستقل أو الحر دون أن يملكوا خبرة العمل عن بعد، أو التواصل مع زملائهم أو مديريهم، في حين خفضت الحكومة ساعاتُ العمل في المؤسسات الحكومية إلى 40% دون التطرق إلى العمل من المنزل، معتبرة أن القطاع العام سيكون آخر المتكيفين، وفقاً للورقة البحثية.

وبخصوص فوائد العمل عن بعد، وجد "مداد" أنه قد يكون حلاً لغلاء إيجارات المكاتب والأبنية للشركات اليافعة، وأزمات المحروقات والازدحام، كما أنه يخفضُ وقت وتكلفة التنقّل، ويزيد من وقت العمل والحياة الاجتماعية، ويسمح لمن هم خارج دمشق بالعمل ما يخفف الضغط في العاصمة.

وبدأت بعض الشركات بإلزام موظفيها في العمل من منازلهم أو مطالبتهم بذلك تجنباً للمخاطر المحتملة من انتشار فيروس كورونا "كوفيد – 19″، إضافة إلى قطاعات عدة منها البنوك والأعمال المالية وشركات التأمين، العقارات والتعليم، ومراكز التفكير والصحف والفضائيات.

ونما العمل عن بعد بين عامي 2005 و2017 بنسبة 159%، بحسب بيانات لشركة "FlexJobs" الأميركية، حيث تعتمد على هذا أسلوب العمل شركات كبرى مثل "جوجل" و"أمازون".

وتوقع رجل الأعمال الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون في 2013، أن تختفي المكاتب التقليدية خلال 20 عاماً، وأن الناس سيتسائلون بتعجب عن السبب الذي جعل المكاتب موجودة من قبل.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019