دراسات حديثة عن فوائد الثوم الصحية والعلاجية

الأربعاء 13 مايو 2020 - 10:51 بتوقيت غرينتش
دراسات حديثة عن فوائد الثوم الصحية والعلاجية

إن الثوم هو نبتة عشبية معروفة منذ القدم، ولا يكاد بيت يخلو منه فهو من أهم الأطعمة المستخدمة في الطبخ. يعد الثوم نبتة معمرة والتي تستطيع العيش لمدة تزيد عن سنتين، وتعد فصوص الثوم هي الجزء المستخدم من النبتة.

تم استخدام الثوم من قبل العديد من الحضارات والشعوب لأغراض وفوائد علاجية، فعلى مدار التاريخ في منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا تم استخدام الثوم لعلاج التهاب الشعب الهوائية، وارتفاع ضغط الدم، والسل، واضطرابات الكبد، واضطرابات الجهاز الهضمي، والروماتيزم، والسكري.

وبالرغم من أن للثوم فوائد عديدة، إلا أن قليلون هم من يعرفون حقيقة فعاليته، ومقدار حجم فوائده الصحية والعلاجية. في هذا المقال سيتم مناقشة فوائد الثوم العلاجية المحتملة، وبعض الآثار الجانبية والمحاذير المرتبطة باستخدام الثوم والمنتجات التي تحتوي عليه.

ما هي المواد الفعالة الموجودة في الثوم؟

يزود الثوم الجسم بالقليل من السعرات الحرارية، إلا أنه يعد غنياً بالعناصر الغذائية والتي قد تشمل:

المعادن، مثل المنغنيز والسيلينيوم، والكالسيوم، والنحاس، والبوتاسيوم، والفوسفور، والحديد.

الفيتامينات، خاصة فيتامين ب6 وفيتامين ج، والفيتامين ب1.

الألياف.

البروتينات.

الكربوهيدرات والسكريات.

الدهون.

ما هي الفوائد الطبية أو العلاجية التي يمنحها الثوم؟

من أهم ما يميز الثوم هو تعدد فوائده، فهو لا يعالج مرض بعينه وليس مخصص لحالة مرضية معينة، وإنما يعطي فوائد علاجية تساعد في علاج حالات مرضية متنوعة. ولكن يجب التنويه إلى أنه لا يوجد دراسات كافية تثبت معظم هذه الفوائد والاستخدامات العلاجية للثوم وعدم استبدال العلاجات الدوائية الموصوفة بالثوم دون استشارة الطبيب. فما يلي سنذكر الفوائد العلاجية المحتملة للثوم:

الثوم كمضاد للأكسدة

يحتوي الثوم على مادة الأليسين التي تعمل كمضاد للأكسدة والتي:

تساهم في التخلص من الجذور الحرة (بالإنجليزية: Free Radicals).

تساعد الجسم على التخلص من السموم.

التقليل من الإجهاد التأكسدي.

تساعد في التخفيف من حالات القلق التي قد يتعرض لها الإنسان.

كما أظهرت الدراسات أن فعالية الثوم كمضاد للأكسدة تختلف في حال كان الشخص مدخناً أو غير مدخن، فقد تعد فعاليته كمضاد للأكسدة أكبر لدى المدخنين. والجدير بالذكر أن خصائص الثوم المضادة للأكسدة تستمر فقط ما دام الإنسان يتناول الثوم بانتظام وتنتهي بمجرد التوقف عنه.

 

الثوم والإضطرابات الدهون

يمكن استخدام الثوم كغذاء مساعد لمعالجة عسر شحميات الدم ، حيث أظهرت الدراسات على الفئران أن الثوم قد يعمل على منع إنتاج الكوليسترول في الكبد.

أظهرت بعض الدراسات أن تناول مكملات الثوم من قبل المرضى الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم قد يؤدي إلى التقليل من إجمالي الكوليسترول في الدم و/أو البروتين الدهني منخفض الكثافة، أو ما يعرف بالكوليسترول الضار، في الدم بنسبة تصل قرابة 15 - 10%. أيضاً قد أظهرت الدراسات أن تأثير الثوم يعد أفضل في حال تم تناوله يومياً لأكثر من 8 أسابيع.

وبالرغم من تأثير الثوم على مستوى الكوليسترول الضار في الدم، إلا أنه لا يوجد لديه أي تأثير فعال ومثبت على مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة ، أو ما يعرف بالكوليسترول النافع، في الدم. أيضاً إلى الآن لم يثبت أي تأثيرات كبيرة للثوم على مستوى الدهون الثلاثية  في الدم.

 

الثوم وارتفاع ضغط الدم

أظهرت الدراسات السريرية أنه من الممكن وجود لمكملات الثوم تأثير كبير على خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. ففي إحدى الدراسات، بينت النتائج أن تناول 600 - 1500 مجم من مستخلص الثوم قد يكون له فعالية تصل لمستوى دواء الأتينولول في خفض ضغط الدم وعلى مدار 24 أسبوعاً.

كما أظهرت نتائج عدة دراسات أن استخدام الثوم من قبل المرضى المصابين بارتفاع الضغط يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الإنقباضي  بمقدار 7 - 9 مليلتر زئبقي، بينما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانبساطي بمقدار 4 - 6 مليلتر زئبقي.

إن المكملات الثوم قد تحتوي على الجرعات المطلوبة للحصول على هذه الفائدة من تناول الثوم، أما بالنسبة لتناول الثوم الطبيعي فإن الكمية المطلوبة تعادل حوالي أربعة فصوص من الثوم يومياً.

 

الثوم ومرض السكري

إن تناول مكملات الثوم قد يساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم. فقد أظهرت بعض الدراسات أن الثوم من الممكن أن يقلل وبشكل معتدل من مستويات السكر في الدم قبل تناول الوجبة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري أو غير مصابين به، كما أظهرت أن تأثير الثوم على مستويات السكر يعد أفضل لدى مرضى السكري، خاصة إذا تم تناوله من قبل المريض لمدة 3 أشهر على الأقل. إلا أنه وإلى الآن من غير الواضح ما إذا كان تناول الثوم قد يؤثر على من مستويات السكر في الدم بعد تناول الوجبة أو على مستوى السكر التراكمي (بالإنجليزية: HbA1c).

 

الثوم والتجلطات الدموية

قد يعمل الثوم كمميع للدم ومضاد للتخثر، حيث أجريت دراسة في هذا المجال، والتي تم تناول فيها 10 مغم من الثوم الخام كل يوم قبل وجبة الإفطار ولمدة شهرين، بينت نتائج هذه الدراسة أن تناول الثوم قد يزيد من زمن التجلط (بالإنجليزية: Clotting Time) وقد يزيد من عملية انحلال الفيبرين. بالتالي يمكن استخدام الثوم لمنع حدوث الجلطات الدموية والوقاية منها لدى الأشخاص المعرضين لتخثر الدم، أو حتى الأشخاص الأصحاء، من خطر الإصابة بالجلطات.

 

الثوم وأمراض القلب والأوعية الدموية

يوجد عدة أدلة علمية على أن الثوم يمكن أن يساعد في الحد والوقاية من حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية (بالإنجليزية: Cardiovascular Diseases). حيث أن خصائص الثوم المضادة للأكسدة، وقدرته على التقليل من الكوليسترول الضار، وعلى تقليل من تراكم الصفائح الدموية، جميعها قد تؤدي إلى خفض نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما وجد أنه من الممكن أن يكون للثوم فعالية ضد:

تصلب الشرايين.

النوبات القلبية.

قصور القلب.

الذبحة الصدرية.

الثوم والسرطان

قد يساعد تناول الثوم على حماية الشخص من الإصابة بالسرطان، حيث أنه يحتوي على مواد فعالة تساعد على منع حدوث الإجهاد التأكسدي، بالإضافة إلى مادة السيلينيوم التي لها خصائص مقاومة للسرطان، فهي تمنع حدوث الطفرات بالحمض النووي (بالإنجليزية: DNA)، وتمنع حدوث انقسام وتكاثر الخلايا غير المنضبط، بالإضافة إلى أنها تمنع الخلايا السرطانية من الانبثاث والانتشار إلى أجزاء الجسم المختلفة.

أظهرت بعض الدراسات أن تناول الثوم قد يكون له فعالية محتملة في حماية الشخص من الإصابة بـ:

سرطان القولون والمستقيم.

سرطان الرئة.

سرطان الدماغ.

سرطان المعدة.

سرطان المثانة.

سرطان البروستات.

سرطان المريء.

الثوم والجهاز المناعي

إن احتواء الثوم على مركبات فعالة لها تأثير مضاد للأكسدة يساهم في التقليل من الإجهاد التأكسدي وعلى التخلص من سموم الجسم، الأمر الذي قد يساعد على حماية خلايا الجسم والتحسين من وظائف أعضائه منها الجهاز المناعي. وجدت الدراسات أن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الثوم يساهم في زيادة أنواع مختلفة من الخلايا المناعية في الجسم، خاصة خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: White Blood Cell).

الثوم والأمراض المعدية

بالإضافة إلى قدرة الثوم على تعزيز وتحسين وظائف الجهاز المناعي، أيضاً يمتلك الثوم خصائص مضادة للعدوى والالتهابات، حيث يتميز الثوم بقدرته على محاربة العديد من البكتيريا والفطريات ويحمي من الإصابة بالأمراض المعدية التي قد تسببها هذه الكائنات الحية الدقيقة. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن تناول الثوم قد يحمي من الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية  أو ما تعرف بجرثومة المعدة، والتي قد تسبب الإصابة بقرحة المعدة.

أيضاً قد يساهم استخدام الثوم في التقليل من عدد الإصابات بالزكام وبنسبة قد تصل إلى 60% مقارنة بالعلاج الوهمي، أيضاً إن تناول الثوم أثناء الإصابة بنزلات البرد والزكام قد يساهم في التقليل من مدة الإصابة حيث أن مدة الإصابة قد تقل لتصبح بمعدل 1.5 يوم عند تناول الثوم، في حين أنها تستمر لمدة 5 أيام عند تناول العلاج الوهمي.

كما أظهرت الدراسات إمكانية معالجة مرض السعفة  من خلال تطبيق الثوم أو العلاجات الموضعية التي تحتوي على مادة الأجوين ، إحدى المركبات الفعالة الموجودة بالثوم، على المنطقة المصابة. فبينت دراسة أن استخدام العلاج الموضعي الذي يحتوي على الأجوين بتركيز 1% يساهم في معالجة مرض القدم الرياضي ، أو ما يعرف أيضاً بسعفة القدم، وبنفس الفعالية التي تقدمها العلاجات المضادة للفطريات الموضعية.

ومن الأمراض المعدية الأخرى التي قد يمتلك الثوم فوائد محتملة وفعالية في علاجها:

التهابات المسالك البولية.

عدوى الهربس الفموية.

التهابات الأذن.

 

الثوم واضطرابات الجهاز الهضمي

من الممكن أن يساهم الثوم في التخفيف ومعالجة عدد من اضطرابات الجهاز الهضمي والتي قد تشمل الزحار ، والإسهال، والتهاب القولون. أيضاً قد يساهم استخدام الثوم بالتخفيف من تهيج والتهاب المعدة والقناة المعوية، كما يساعد في تحسين عملية الهضم والتخفيف الغازات وانتفاخات البطن.

 

الثوم والعظام

إلى الآن لا يوجد أي دراسات سريرية  مباشرة حول تأثير استخدام الثوم على مرض هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis)، إلا أنه قد أظهرت بعض الدراسات الحيوانية، باستخدام الفئران، أن استخدام زيت الثوم قادر على منع عملية ارتشاف العظم (بالإنجليزية: Bone Resorption) المرتبطة باستئصال المبيض لدى هذه الحيوانات. كما وجد بعض الباحثين أن مركب ثنائي كبريتيد ثنائي الآليل من الممكن أن يساهم في تثبيط عدد من الإنزيمات التي قد تساهم بتحطيم العظام.

أظهرت بعض نتائج دراسات حديثة أن تناول مكملات الثوم مرتين يومياً ولمدة 12 أسبوع يمكن أن يقلل من الألم لدى النساء اللواتي يعانين من السمنة ومصابات بالتهاب الفصال العظمي  في منطقة الركبة.

 

الثوم والزهايمر والخرف

إن المواد الفعالة في الثوم تعمل كمضاد أكسدة والتي تساهم في التقليل من الضرر التأكسدي الناتج عن الجذور الحرة، بالتالي قد يساهم استخدام الثوم في التقليل من خطر الإصابة بأمراض الدماغ الشائعة والتي تكون ناتجة عن الضرر التأكسدي مثل مرض الزهايمر والخرف. كما أن لمركب الأس أليل سيستئين، أحد المركبات الفعالة المتواجدة في الثوم، فائدة في حماية الأعصاب والخلايا العصبية.

 

الثوم وأمراض الجلد والبشرة

نظراً لخصائص الثوم المضادة للأكسدة، والمضادة للالتهابات، وقدرته على محاربة الجراثيم والميكروبات، بالتالي إن استخدام الثوم قد يساعد في علاج الكثير من المشكلات والأمراض الجلدية، والتي قد تشمل:

معالجة والتخفيف من حب الشباب.

التخفيف من أعراض الصدفية والأكزيما.

حماية البشرة من الأشعة الفوق بنفسجية الضارة، والتخفيف من ظهور التجاعيد وعلامات تقدم سن البشرة.

التخفيف من علامات تمدد الجلد.

معالجة وإزالة الثآليل والمسامير اللحمية.

معالجة الجروح.

 

الثوم والشعر

قد يساهم استخدام الثوم في معالجة الكثير من مشاكل الشعر وفي المحافظة على صحة وحيويته، ولكن والجدير بالذكر أنه لا يزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإثبات فعالية الثوم في هذا المجال. إن فوائد الثوم للشعر قد تشمل:

تزويد الشعر بالفيتامينات والمعادن التي تساهم في الحفاظ على صحة الشعر مثل الفيتامين ب6، والفيتامين سي، والمنغنيز، والسيلينيوم.

قد تساهم خصائص الثوم المضادة للبكتيريا والفطريات في الحفاظ على صحة فروة الرأس حمايتها من الإصابة بالأمراض المعدية.

التقليل من تساقط الشعر.

المساهمة في حماية الخلايا الكيراتينية من تلف الأشعة فوق البنفسجية، حيث إن الخلايا الكيراتينية تقوم بإنتاج بروتين الكيراتين  والذي يعد المكون الأساسي والرئيسي للشعر.

تحسين نمو الشعر لدى المرضى المصابين بداء الثعلبة.

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019