فوضى في أسعار المتة ووعود بضخ كميات كبيرة

السبت 30 مايو 2020 - 09:37 بتوقيت غرينتش
فوضى في أسعار المتة ووعود بضخ كميات كبيرة

فروق الأسعار المرتفعة ناتج عن تخوف البعض من البيع بسعر رخيص

 

شهدت أسعار المتة فوضى واختلافاً واضحاً بين منطقة وأخرى بفروقات تتراوح بين 200 – 800 ليرة سورية للعلبة وزن 250 غرام خلال الأيام الماضية، وذلك بالتوازي مع توقف الشركات المستوردة عن العمل خلال عطلة العيد، وسط حملات عبر "فيسبوك" لمقاطعة المادة ووعود من المستوردين بضخ كميات كبيرة في السوق لخفض الأسعار.

 

وفي جولة لمراسل "الاقتصادي" على الأسواق السورية ومحال بيع المفرق، رصد اختلاف أسعار مادة المتة وفروق سعرية كبيرة، وكان أدنى سعر لعلبة 250 غرام 1,000 ليرة، وأعلى سعر للوزن نفسه 1,800 ليرة في بعض المناطق.

 

وأشار عدد من الباعة إلى أن فروق الأسعار المرتفعة ناتج عن تخوف البعض من البيع بسعر رخيص ثم شراء المادة نفسها بسعر مرتفع بعد توقف الموزعين عن تزويدهم بالمتة خلال فترة العطلة.

 

وأضاف الباعة أنه ورغم الحملات التي أطلقت لمقاطعة المتة بسبب ارتفاع أسعارها، بقيت حركة الطلب اعتيادية لم تتغير أو تتأثر، مشيرين إلى أن معدل الاستهلاك لكل عائلة وسطياً يقدر بعلبتين في الأسبوع ويمكن أن يزيد حسب ازدياد الاستهلاك.

 

من جهتها أعلنت الشركات المستوردة للمتة في بيان لها، أنها بدأت اليوم الخميس بضخ كميات كبيرة وستستمر بذلك دون توقف بما يكفي حاجة السوق وبأسعار أقل مما هو متداول حالياً، لتنهي حالة ارتفاع الأسعار التي شهدتها خلال عطلة العيد والتي استغلها التجار لرفع سعرها للمستهلك بشكل مبالغ فيه.

 

وشهدت أسعار المتة ارتفاعاً كبيراً نتيجة تأثرها بسعر الصرف، ودعا العديد من المواطنين عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعتها والاعتماد على الزهورات كبديل عنها في محاولة للضغط على مستوردي المته وتخفيض أسعارها دون أن تحقق هدفها حتى الآن.

 

وفي كانون الأول 2019، أكّد عدد من مستوردي المادة، أنّ شحنات المتة المستوردة منذ بداية النصف الثاني من عام 2019 غير ممولة من "مصرف سورية المركزي" أو أي من المصارف المحلية.

 

وذكروا في بيان صحفي تلقى "الاقتصادي" نسخة منه، أنّه يمكن للأوراق الثبوتية في كل من "وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية" و"وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" المسؤولة عن تنظيم عملية الاستيراد، أن تؤكّد صحة عدم التمويل.

 

وبيّنوا أنّ الشركات المستوردة تتعرض حالياً لضغوط شديدة نتيجة تذبذب سعر الصرف، وارتفاع كبير في عمولات التحويل نتيجة الحصار الجائر على سورية، ولكنّها تحاول رغم ذلك أن تكون أسعار المتة للمستهلك السوري هي الأقل عالمياً.

 

وبقيت المتة ضمن قائمة المواد التي يُسمح لها بالتمويل من المصارف العاملة بسعر الصرف الرسمي، بعد تعديل قائمة تمويل المستوردات من قبل "مصرف سورية المركزي" بخفض المواد الممولة من قبل المصارف التي يحق لها التعامل بالقطع.

 

وقام المصرف المركزي بتخفيض قائمة التمويل عدة مرات خلال الأشهر الماضية كان آخرها مطلع الأسبوع الجاري، وذلك لتوفير المزيد من القطع الأجنبي الذي تتطلبه عملية الاستيراد، وتشجيع الصناعات المحلية.

 

وأصدرت "وزارة التجارة الداخلية" في كانون الأول 2019 ملحقاً لنشرة أسعار المواد والسلع الأساسية رقم /1/، والذي تم فيه تحديد أسعار عدة سلع بينها المتة، حيث تحدد سعر /200/غ من المتة بـ475 ليرة للمنتج أو المستورد، و500 للجملة، و525 ليرة للمفرق، بينما تحدد سعر /250/غ من المادة بـ545 ليرة للمنتج أو المستورد، و570 للجملة، و600 ليرة للمفرق.

 

وأظهرت دراسة لأسعار المتة في نهاية 2017، أن سعر المتة في سورية كان الأقل عالمياً حيث بلغ سعر متة "خارطة" وزن 250غ دولاراً واحداً، بينما كان سعرها في لبنان 1.3 دولار وفي تركيا 1.9 دولار وفي الإمارات 1.6 دولار.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019