مهنة التنجيد حرفة تكافح للبقاء

الإثنين 2 نوفمبر 2020 - 11:49 بتوقيت غرينتش
مهنة التنجيد حرفة تكافح للبقاء

مهنة التنجيد تعطي مساحة كبيرة ومجالاً واسعاً للإبداع ولإطلاق العنان للعاملين فيها، تكمن أهمية هذه الحرفة في عراقتها واتصالها بالماضي، حيث كان أهالي الحي يقومون بإعطاء أثاث منازلهم المصنوع من الصوف والقطن للمنجد ليقوم بأداء عمله.

وتعتبر مهنة متوارثة في عدد من العوائل الدمشقية، ويعتبر التنجيد عبارة عن صنعٍ للأثاث المنزلي القديم وإصلاحه، وصناعة اللحاف والفراش والمخدات بأحجام مختلفة ورسومات متنوعة.

ويستعمل في عمل أدوات بسيطة تعتمد على "القوس، ماكينة الخياطة، خيوط، إبر مختلفة الأحجام، مسلات، كشتبان"؛ وهي لوضع الإبرة أثناء الخياطة فيها لحماية أصابع اليد من الجروح والخدوش.

ومع تطور الحياة أدى إلى دخول الآلات إلى الحرف، فبدلاً من استخدام القوس؛ تستخدم ماكينة خاصة لندف الصوف والقطن تعمل على الكهرباء، في البداية يتم إحضار الفراش المراد تنجيده وإخراج الصوف من داخله، ويتم ندف الصوف قديماً باستعمال القوس، أما الآن فنستخدم المندفة الكهربائية توفيراً للوقت والجهد، ويخيط قماش الحرير الملون أو الساتان بألوان زاهية كاللون الزهري والذهبي والأزرق فوق القماش الخام الأبيض أو الأصفر.

يتبع بعد ذلك وضع الصوف في القماش ويفرد، لتبدأ عملية خياطة الحواف، وبعد ذلك تبدأ عملية تطريز الأشكال الهندسية والرسوم على الحرير، مثل شكل النجمة، والأشكال الهندسية كالمربعات والمثلثات والمستطيلات والمضلعات، والخاتم، والبيضة، والنجمة، والقيام بصناعة لحاف مطرز ومشغول بطريقة جيدة يحتاج إلى يوم كامل، وإذا كان قليل التطريز يحتاج إلى خمس ساعات.

الحرفة العريقة بدأت تتناقص لوجود بدائل أخرى كالإسفنج وفراش النوابض (Sleep Comfort)، وقد لعبت عدة عوامل دوراً في ابتعاد العاملين بهذه المصلحة عنها، فهي تؤثر في الصحة وتسبب الربو نتيجة كثافة الغبار الخارج من الصوف أو القطن المندوف، وتؤدي إلى حدوث آلام وأوجاع في الظهر والكتفين.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019