طهران حكاية من التطور والإعمار والحداثة

الخميس 7 يناير 2021 - 15:17 بتوقيت غرينتش
طهران حكاية من التطور والإعمار والحداثة

تعدّ طهران عاصمة إيران وواحدة من أكبر المدن في العالم وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، حيث يصل عدد السكان فيها إلى (14 مليون) نسمة.


وتقع على سفوح جبال البرز تقع قربها موقع مدينة الري الأثرية. تتركز فيها ما يفوق نصف صناعات البلاد الأساسية مثل الصناعات الكهربائية والنسيج والسكر والإسمنت والكيماويات وغيرها، بالإضافة إلى العديد من المسارح، المدارس والجامعات والحدائق و المتاحف.

 بدأت عملية تجديد طهران في العشرينيات من القرن العشرين، وقد تحولت المدينة التي كانت ذات يوم قریة صغيرة إلى مدينة عملاقة.

ويعود تاريخ طهران إلى آلاف السنين، وبقيت طهران بلدة صغيرة حتى فترة قاجار (سلالة من السلاطين حكمت في ایران سنوات 96/1779-1925 م) ثم بدأت بالنمو.

فقد تم اختيارها لأول مرة كعاصمة عام 1796 من قِبل الملك القاجار آغا محمد خان (1742-1797)م  و مرت بمراحل مختلفة من التطور الحضري، من مدينة تقليدية إلى مدينة حديثة ، أسرع بكثير من المتوسط العالمي.و زاد عدد سكانها من  15000 نسمة إلى 14 مليونًا کما زادت مساحتها من 4.4 كيلومتر مربع إلى أكثر من 730 كيلومترًا مربعًا خلال 233 عامًا من كونها العاصمة.

 

طهران في العهد القاجاري

اختار آقا محمد خان طهران كعاصمة له لعدة أسباب، بما في ذلك قرب طهران من أراضي مدینة ورامین الخصبة وقربها من موقع قبائل سافوجولاغ ومدینة استرآباد التي كانت تعتبر مركز تجمع قواتها. لم يتمكن آقا محمد خان من اتخاذ أي خطوات فيما يتعلق بتوسيع العاصمة وتطويرها بسبب حضوره في الحروب العديدة واغتياله المفاجئ.

ومن الإجراءات التي اتخذها فتح علي شاه أحد ملوك القاجاريين لتطوير مدينة طهران يمكننا أن نذكر بناء العديد من القصور في مجمع قصر جلستان والحدائق الملكية کنکارستان ولإله زار وبناء المسجد السلطاني الكبير وأربعة أسواق كبيرة   والعديد من القنوات المائية لتزويد طهران بالمياه وتوسيع سوق طهران، لكن أن الحرب مع روسيا وتكاليفها الباهظة منعت فتح علي شاه من تنفيذ المزيد من الإجراءات المدنية في طهران.

بلغت مساحة طهران في عهد ناصر الدين شاه القاجار 19 كيلومترا مربعًا وزاد عدد بواباتها من 6 إلى 12 بوابة.

نظرًا للأهمية الأكبر لبناء المباني الملكية لسلالة القاجار من البنية التحتية الحضرية والمرافق العامة توقف تطوير طهران في هذه الفترة إلى هذا الحد.

طهران في العهد البهلوي

شهدت طهران تطورًا سريعًا في مجال التخطيط الحضري و العمراني فی فترة ما بعد العهد القاجاري وأصبحت طهران كعاصمة ومركز التطورات الجديدة، واسعة ومعقدة بشكل غير مسبوق بعد تنفيذ قانون إصلاح الأراضي في عام 1963 وتحول العلاقات التقليدية بين المناطق الحضرية والريفية، والتدفق الهائل للمهاجرين الريفيين إلى المدن، والزيادة السريعة في عائدات النفط، والنمو الكبير في الخدمات والاحتياجات، وتطوير البنية التحتية الاقتصادية والاتصالات، والزيادة الكبيرة في الصناعات الأساسية.

بمعنى آخر تحولت طهران الى أکبر سوق لجذب السكان ورأس المال والعمالة والدخل والخدمات في هذه الفترة. و تغيرت من العاصمة العادية إلى مدينة ذات الأهمية الدولية السياسية والاقتصادية (حليف للغرب وغني بالموارد النفطية) خلال الستينات من القرن الماضي، في ظل هذه الظروف، جعل النظام البهلوي الثاني من طهران مركزها السياسي حيث أصبحت هذه المدینة رمزا لكل التطورات السياسية والاجتماعية والمادية - المكانية في ايران وازدادت الفروق الطبقية بين جنوب المدينة وشمالها خلال هذه الفترة .

 

طهران بعد انتصار الثورة الإسلامية

مع انتصار الثورة الإسلامية، بذلت الجهود لإنشاء مدينة حديثة، مع ذلك، فإن ارتفاع معدلات الهجرة من مختلف القرى والمدن إلى طهران تسببت في النمو غير المنضبط للسكان والمساحة في المدينة، کما تسبب في النمو السريع والتطور المتقطع في قرى طهران وضواحیها. و أدى التنظيم الجديد لطهران في فترة ما بعد الحرب المفروضة من جانب نظام صدام على ايران ( 1980- 1988) تزامنا مع  فترة البناء الی جانب إدخال مفهوم تطوير المساحات الاجتماعية والسياسية في إيران وبناء الطرق السريعة والحدائق ، إلى تحول مساحات هذه المدينة .و أصبح الفصل المكاني والطبقي مرة أخرى تحديًا كبيرًا تزامنا مع نمو الهياكل الحضرية، مثل الطرق السريعة، التي تم بناؤها لربط أحياء المختلفة فيها.

ویعتبر إنشاء المراكز الثقافية ومراجعة خرائط الحدائق من بين التدابير المتخذة لتحسين الحياة الحضرية في أوائل الثمانینیات.

وعلى الرغم من أن بناء الأبراج في طهران بدأ في شمال وشمال غربها من الفترة البهلوية الثانية، إلا أنه توقف لأكثر من 10 سنوات مع انتصار الثورة الإسلامية، واندلعت موجة جديدة من بناء الأبراج في أواخر التسعينيات بعد ارتفاع أسعار الأراضي لذلك تم بناء 1091 برجًا في طهران في عام 2001، ویعد برج الميلاد أعلى برج في إيران، يبلغ طول البرج 435 مترا. ويقع في العاصمة طهران افتتح عام 2008، شيد البرج لعدة أغراض أهمها تقوية البث الإذاعي والتلفزيوني وتحسين خدمتي الاتصالات والإنترنت، ويضم البرج شبكة اتصالات ومطاعم وفندق من فئة 5 نجوم.

المصدر: ارنا

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019