مهنة المبيض حرفة تراثية دمشقية تكافح للبقاء

الإثنين 11 يناير 2021 - 12:09 بتوقيت غرينتش
مهنة المبيض حرفة تراثية دمشقية تكافح للبقاء

تبييض النحاس هي مهنة تقليدية قديمة يقوم من خلالها الحرفي بتنظيف الأواني النحاسية ويزيل عنها طبقة الصدأ السامة ثم يطليها بطبقة من القصدير.

يعتبر تبييض النحاس إحدى المهن التقليدية القديمة التي توارثها الآباء عن الأجداد فحافظت بشكل كامل على نسقها والتزامها بأدواتها على الرغم من التطور البسيط الذي طرأ عليها كدخول النار بالدرجة الأولى والمواد المنظفة القوية، وقد كثر عدد الأشخاص الذين امتهنوها في الماضي.

على الرغم من تراجع عدد مزاوليها لأنها تعتبر من المهن الخطرة وذات الصعوبة المرتفعة بالإضافة إلى انخفاض عدد زبائنها، فمع تطور الأواني المنزلية أستخدم الستانلس والألمنيوم وغيرها من المعادن رخصية الثمن والسهلة الاستخدام والتنظيف بدلاً من النحاس، كما أصبحت غالبية العائلات العربية تحتفظ بالأواني النحاسية بغرض الزينة فقط وتورثها لأبنائها.

بدأت حكاية المبيض قديما بين حارات دمشق التي كان يتجول فيها وينادي لتأتيه النسوة بالأواني النحاسية كي يبيضه.

وباتت مهنة المبيض اليوم مهنة تقليدية قديمة قلما تجد من يزاولها أو حتى يسمع بها بين أبناء هذا الجيل.

وطريقة العمل تبدأ بتحضير المبيض القطعة النحاسية ويسخنها على النار ومن ثم يضع بداخلها الرمل ويفركها بقطعة من الجلد بواسطة القدمين لحين التخلص من الصدأ والأوساخ العالقة عليها، ويستغرق ذلك وقتاً وجهداً كبيرين.

وبعد ذلك يذيب مادة القصدير مع النشادر ويفرك داخل الوعاء بواسطة قطعة من القطن، حتى تبيض الآنية ومن ثم تفرك بالرمل وبعدها تغسل بالماء، وفي وقتنا الحاضر أصبح تبييض النحاس أمراً سهلاً، وذلك باستخدام مواد مساعدة مثل الأسيد ومادة روح الملح. ويجب تبييض الأواني النحاسية مرة في كل عام على الأقل.

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019