الشارع المستقيم مدفن أسرار دمشق

الخميس 11 فبراير 2021 - 11:22 بتوقيت غرينتش
الشارع المستقيم مدفن أسرار دمشق

الشارع المستقيم هو شارع يقسم دمشق القديمة إلى قسمين شمالي وجنوبي ويقطعها من غربها عبر باب الجابية في بدايته ثم سوق مدحت باشا ثم سوق البزورية ثم شارع الأمين ثم منطقة باب توما وبطريركية الزيتون للروم الكاثوليك حتى ينتهي بباب شرقي.

 

 الشارع المستقيم أطول شوارع دمشق القديمة طوله طوله 1570 متر، أسسه الامبراطور الروماني سيبتيموس في القرن الأول الميلادي.

ويشكل الشارع المستقيم المدخل الذي عبره العرب المسلمون لتحرير دمشق من الرومان، فقد دخل خالد بن الوليد دمشق حرباً من الباب الشرقي في آخر الشارع، بينما دخل أبو عبيدة بن الجراح صلحاً من باب الجابية الواقع في أول الشارع، والتقى جناحا الجيش العربي المحرر في منتصف الشارع، أي في منتصف المدينة.

وحظي الشارع والحي المحيطان به بمكانة رفيعة في العهود الإسلامية، ففيهما كان قصر الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان، وقصور وبيوت الأمراء الأمويين وكبار القوم، وفيهما كانت تقوم إدارات الدولة الأموية.

سمي في الحقبة العثمانية باسم والي دمشق مدحت باشا، لأن الأخير قام بتوسيعه عام 1878، وعندما تسلم الوالي العثماني ناظم باشا ولاية دمشق، قام بتبديل السقف الخشبي للسوق بغطاء من التوتياء منعاً لنشوب الحرائق وانتقالها إلى بيوت دمشق المجاورة.

يعرف الشارع المستقيم الآن باسم سوق مدحت باشا، وفي حقيقة الأمر، فإن الشارع المستقيم، وبسبب زلازل ضرب المنطقة انخفض عن مستوى الشارع الظاهر حالياً، وهو يقبع تحته بعمق يتراوح بين 5 إلى 10 أمتار، وخلال الحفريات تم اكتشاف العديد من الآثار القديمة بينها قوس النصر الذي تم رفعه وترميمه في منتصف القرن الماضي، وتم اكتشاف أساسات الشارع المستقيم القديم، إضافة إلى كشف أساسات وقواعد سور المدينة القديمة، وذلك من خلال حفر نفق مشاة بجانب باب شرقي، يمكن عن طريق النزول عليه رؤيتها والتعرف إليها.

والشارع الحديث يقسم إلى قسمين: الأول يمتد من باب الجابية غرباً وحتى قوس النصر، وهو مغطى في غالبيته بسقف معدني تم تحديثه مؤخراً، وهو ما يسمى الآن بسوق مدحت باشا، أما الثاني فيمتد من قوس النصر وحتى باب شرقي فيعرف باسم باب شرقي، وهو غير مغطى.

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019