قلعة الكهف حصن الساحل السوري عبر التاريخ

السبت 20 فبراير 2021 - 09:45 بتوقيت غرينتش
قلعة الكهف حصن الساحل السوري عبر التاريخ

قلعة الكهف تقع قلعة الكهف في محافظة طرطوس وهي من القلاع الأثرية المهمة وتبعد عن بلدة القدموس نحو 20 كم كما تبعد عن قرية الشيخ بدر مسافة 15 كم من الجهة الشمالية.

تتوضع قلعة الكهف فوق هضبة صخرية تأخذ شكلا طولانيا باتجاه شرق غرب من المتعذر الوصول اليها إلا من الجهة الشرقية وبصعوبة بسبب الوديان السحقية التي تحيط بها.

وتتربع القلعة على هضبة صخرية مطلة على واد سحيق تحيط بها الجبال فتغدو شبيهة بالحصن الطبيعي ويلاحظ زوار القلعة مباشرةً أنه تم اختيار موقعها بعناية فائقة لكونه من المواقع المحصنة طبيعياً والأكثر وعورة الذي يساعد في صد هجوم الغزاة.

القلعة التي تمتد على مساحة 43396 متر مربع، وتزداد أهمية موقعها إضافة لكونه من المواقع الحصينة بأنه يمنح القلعة ميزة السيطرة على بقية القلاع المجاورة كقلعة القدموس والعليقة والخوابي ومصياف والرصافة وقلعة أبو قبيس، لوقوعها على تلة مرتفعة وفي منطقة متوسطة وعلى أبعاد متساوية تقريباً أو متناظرة وكانت ترتبط معها بواسطة الشهب النارية. كما تعد قلعة الكهف من القلاع النادرة التي بنيت ونحتت في الصخر ولذلك سميت قلعة الكهف.

يعود تاريخ القلعة إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وخلال العصور اللاحقة تعرضت القلعة للعديد من الأضرار نتيجة الظروف الجوية والحروب والهجمات المتلاحقة إذ انتقلت السيطرة على القلعة من العرب إلى الفرنج عدة مرات.

الوصف المعماري

هي عبارة عن كتلة صخرية مفرغة تماماً من الداخل تحوي ثلاثة طوابق من الكهوف الحجرية، اكتشف بداخلها بقايا معبدين يعتقد أنهما رومانيان لكن النباتات والأحراش تغطيهما بشكل كبير جداً، وقد عجزت القوات الفرنسية عن دخولها بسبب منعتها وتحصيناتها واستبسال الثوار المتحصنين بداخلها في الدفاع عنها.

وفي داخل القلعة سبع غرف منحوتة بالصخر وقد كانت إنارتها في السابق تتم بواسطة فتحات في سقف القلعة. ويلاحظ فيها بقايا سور محيط بها وثلاثة أبراج من جهة الشرق والغرب والجنوب، وتحتوي القلعة على آبار لتجميع مياه الأمطار كما انها كانت تتغذى بالمياه أيضا بواسطة قناة فخارية من عين تبعد عنها 2 كم باتجاه الشرق.

ترتفع فوق سور قلعة الكهف ثلاثة أبراج متهدمة من الجهات الشرقية والجنوبية والشمالية، البرج الشرقي يتقدم القلعة ويطل على قلعة القدموس من الشمال الشرقي، أما البرج الشمالي فيعلو المدخل الرئيسي ويطل من الناحية الشمالية على واد سحيق وكذلك البرج الجنوبي يطل على واد سحيق جنوبي القلعة.

البوابات الثلاث

و يوجد طريق بين البوابة الأولى المتهدمة وما قبل الى البوابة الثانية بعرض مابين 2- 4م عثر فيه على الحمام، بعد إزالة الغطاء النباتي الكثيف موضحا أن الحمام يعود الى الفترة الإسلامية 572-1176 م و يتكون الحمام من البراني والوسطاني الأول والوسطاني الثاني والجواني والخزانات.

البوابة الثانية للقلعة المحفورة بالصخر تعلوها كتابة إسلامية تحتاج الى دراسة لعدم وضوحها، وتؤدي إلى تجويف صخري مصنع على شكل غرفة قد تكون مقرا للمجموعات المكلفة بالحراسة و على جدرانها الداخلية الصخرية يوجد تزيينات قوسية كانت معدة للكتابة بالإضافة الى تزيينات على شكل أسهم وفجوات مربعة متناظرة من أجل إحكام إغلاق الباب و يسبق الباب وبالقرب منه والى اليسار حفر في الصخر كمحرس ينتهي من الأعلى بشكل قوسي تعلوه كتابة بأحرف لاتينية تحتاج للدراسة مشيرا إلى وجود بقايا كتابة عربية ضمن المحرس في الخلف وقد أزيلت بكاملها ولم يبق منها سوا حرف /ج/ بالعربية و يقابل البوابة الثانية من الجهة الغربية للغرفة بوابة محفورة بالصخر.

وخلال أعمال التنقيب تم الكشف عن الدرج المنحوت بالصخر بعد إزالة الردميات حتى ارتفاع 170سم في بعض النقاط وصولا الى البوابة الثالثة وهو مكون من قسمين الأول يأخذ اتجاه شرق غرب منحوت بالصخر بطول 18م وعدد درجاته 21 درجة وبعد هذه المسافة باتجاه الغرب تم رصف 17م والسبب في عملية الرصف عائد الى انخفاض الصخر الطبيعي عن المستوى المطلوب لتسهيل عملية الصعود موضحا ان القسم الثاني من الدرج المكمل للقسم الأول يأخذ اتجاه غرب مخصص لسير الخيل عليه طوله/36م/ وعدد درجاته 21 درجة يضيق أحيانا على جانب الدرج من اليمين وفي بدايته نقشت على الصخر آية الكرسي التي تعرضت أطرافها للتهشم.

وعلى يسار البوابة الثالثة كتابة إسلامية في وسطها شعار دائري الشكل ومنها يتم الوصول إلى سطح القلعة التي تحتوي على معالم أثرية كثيرة وكهوف منحوتة بالصخر وآبار مياه لافتا الى وجود جامع في الجهة الغربية من البوابة الرئيسية خارج القلعة تغطيه الأشجار الكثيفة.

جامع القلعة

جامع القلعة الذي يوجد على سطح القلعة قرب الساحة التدريبية من الجهة الشرقية ولم يتبق منه الكثير فهناك قاعة مسقوفة بقناطر متهدمة، وهناك أيضاً الدرج الذي يتجه نزولاً باتجاه الساحة وقد سدت اتجاهاته وتهدم معظمه وتقول المصادر التاريخية إن هذا الدرج يقود إلى الكهف وفيها آبار لتخزين المياه كما كانت تصلها المياه بقناة فخارية من عين ماء تبعد عن القلعة مسافة 2كم.

ويوجد فيها غرفة مبنية من الحجر الكلسي غير المشذب سقفها عقدي يتم الدخول إليها عن طريق بوابة قوسية مبنية من الحجر الكلسي المنحوت قائمة على ركائز ذات أفاريز تزيينية أرضيتها كانت مبلطة بالحجارة إلا أن يد التخريب امتدت اليها ولم يبق منها سوى بعض البلاطات جدارها الجنوبي يحتوي على فتحة قوسية مغلقة تشكل المحراب وعلى جانبيه فتحتان جانبيتان مغلقتان وفي أعلى المحراب قطعتان حجريتان بازلتيتان كانتا تستخدمان لتعليق الغطاء الذي يحجب المحراب مشيرا الى ان المواصفات المذكورة تشير الى أن للجامع ملحقات أخرى.

المصدر: موقع المعرفة

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019