"سيمين دانشور" رائدة الرواية الإيرانية

الإثنين 14 يونيو 2021 - 14:20 بتوقيت غرينتش
"سيمين دانشور" رائدة الرواية الإيرانية

"سيمين دانشور" من مواليد شيراز ا192م، وهي الكاتبة والروائية والذي تمر علينا مئوية ميلادها، فكانت أول روائية إيرانية وناقدة ومترجمة ومعلمة وزوجة الكاتب والروائي جلال ال احمد.

مرحلة الطفولة

ترعرعت دانشور في اسرة ثقافية حيث كان والدها محمد علي دانشور طبيبا ووالدتها قمر السلطنة حكمت مديرة معهد فني للفتيات.

درست سيمين أبجدية الكتابة في مدرسة إنجليزية في شيراز تسمى "مهرآيين" وحصلت على شهادتها كأول طالبة في البلاد. تابعت دراستها الجامعية في مجال الأدب الفارسي في كلية الآداب في جامعة طهران. ونالت عام 1949 مؤهل الدكتوراه في الادب الفارسي.

لقد تم لسيمين دانشورترجمة رواية "سووشون"، إلى لغات مختلفة في العالم وتم نشرها 24 مرة حتى عام 2018،وعملت دانشور لسنين كأستاذة جامعية قامت بتدريس فروع مختلفة بما فيها علم الاثار وتاريخ الفن.

مرحلة الشباب

لقد فقدت سيمين والدها عندما حصلت على درجة البكالوريوس. على الرغم من غنى أسرتها، بدأت سيمين بكسب الرزق لأنها كانت فتاة مثقفة. أصبحت نائبا لمدير الدعاية الأجنبية. كانت سيمين أحد كتاب إذاعة طهران لفترة وجيزة وكتب مقالات لصحيفة "إيران" تحت أسماء مستعارة منها: "شيرازي بلا اسم" و"شاخة نبات". قررت الذهاب إلى الولايات المتحدة للحصول على زمالة ما بعد الدكتوراه بعد أن تزوج جلال آل أحمد منها. في عام 1952 وأثناء دراستها في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة، درست سيمين رواية القصص مع "والاس ستينجر" وكتابة المسرح تحت إشراف "فيل بيريك"، ونشرت قصتان قصيرتان عنها باللغة الإنجليزية في مجلة باسيفيك سبكتاتور الأدبية وكتاب ستانفورد للقصة القصيرة.

عنىما عادت سيمين إلى إيران في 19 من أغسطس عام 1953 ،بدأت  في الترجمة من أجل لقمة العيش. كتبت سيمين كتاب "مدينة مثل الجنة" في ذلك الوقت. وفي منتصف العمر،صارت سيمين دانشور أستاذة في علم الآثار وتاريخ الفن بجامعة طهران وقامت بنشر رواية سووشون عام 1969حیث تم نشر هذه الروایة24مرهحتی عام 2018 . توفي جلال آل أحمد في نفس العام وبقيت سيمين وحيدة في البيت. لذلك أشغلت نفسها بالعمل حتى لا يضيق عليها غياب جلال. فأصبحت أستاذة مشاركة في الجامعة وساعدت السجناء السياسيين بمساعدة عائلتها. كما أجرت مقابلات مع الصحف وفصلت خادمة بيتها وقامت بالأعمال المنزلية بنفسها. تقاعدت من جامعة طهران برتبة أستاذة مشاركة بعد عشر سنوات وبناءً على طلبها.

مجالات النشاط والوظائف

كانت "سيمين دانشور" روائية، ناقدة أدبية، مترجمة، أول رئيسة لجمعية كتاب إيران قبل انتصار الثورة الإسلامية، مديرة مجلة "نقش ونجار"، أستاذة مشاركة بجامعة طهران، أستاذة جامعية في مجال علم الآثار وعلم الجمال، عضوة هيئة تحرير مجلة "العلم والحياة"، مدرسة بمعهد "الفنون الجميلة"، كاتبة في الإذاعة والصحف، ونائبة مدير الدعاية الخارجية.

المؤتمرات لإحياء ذكراها

عقد مؤتمر لدراسة دور ومكانة سيمين دانشور في الأدب المعاصر في فبراير 2017. كما أقامت مؤسسة الشعر والأدب الروائي الإيرانية حفل إحياء ذكرى سيمين دانشور بعنوان: "مع سيمين من 1921 إلى 2012" في بيت الفنانين. وأقامت جمعية الأعمال والمفاخر الثقافية حفلاً تذكارياً لسيمين دانشور في يوليو 2016. كما أقام المتحف الوطني الإيراني بالتعاون مع معهد بحوث التراث الثقافي ومعهد البحوث الأثرية واللجنة الوطنية للمتاحف الإيرانية حفل تكريم لسيمين دانشور في مايو 2017، وذلك بسبب أنشطتها في مجال التراث الثقافي.

تأثيرات

تعتقد سيمين دانشور أن الطفولة كان لها تأثير هائل على أعمالها وأن ذكريات الطفولة هي ذكريات تبقى دائماً في عقل الإنسان.

دراسات

أثرت لغة السعدي الشيرازي في كتابه "البستان" وكذلك قصائد حافظ على قلم سيمين. درست كتب بيهقي وناصر خسرو وكتبت مثل ناصر خسرو لفترة قصيرة؛ لكنه تخلت عن تلك الكتابة وقالت: "سأعود إلى طريقتي في الكتابة ولا أقلد أحداً. أريد أن أكون نفسي".

أسلوب وخصائص أعمالها

اهتمت دانشور بمبادئ الواقعية في القصة وابتعدت عن الروايات المثالية. درست في أعمالها مكانة المرأة الإيرانية في التحول الاجتماعي. تُظهر سيمين في أعمالها مظاهر جديدة للمعتقدات الدينية الرئيسية للشعب، ووضع العمال والمزارعين، ومعاناة الفقراء. لا يمكن للشخصيات الأنثوية الموجودة في أعمال سيمين دانشور الوقوف في وجه الرجال والمجتمع الأبوي؛ بسبب قلة الوعي والجهل ونقص الإمكانيات. لقد وصفت دانشور الأغنياء جيداً في رواياتها بسبب العيش بينهم. كانت عائلة سيمين عائلة مثقفة ومفكرة ولديهم مكتبتهم الخاصة. تحاول سيمين الكتابة عن حياتها وعقليتها في كتابة رواياتها وتوجد في كتب "سووشون"، "جزيرة الحيرة" و"راعي الجمل المحير" إشارات إلى سيرتها الذاتية.

نهاية عمرها

أصيبت سيمين بمشاكل تنفسية حادة في يوليو 2007 وأدى ذلك إلى دخولها مستشفى بارس وتوفيت عن عمر يناهز 90 عاما في بيتها في طهران مساء 8 مارس 2012 بعد معاناة من مرض الأنفلونزا.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019