"الموسيقى الإيرانية".. نغمات وإيقاعات وحضارة عريقة

الثلاثاء 17 مايو 2022 - 11:16 بتوقيت غرينتش
"الموسيقى الإيرانية".. نغمات وإيقاعات وحضارة عريقة

یعود تاريخ الموسيقى الإیرانیة إلى آلاف السنين منذ عهد حضارة عيلام ومروراً ببقية الحضارات التي مرت من أرض فارس.

وتؤكد السجلات التاريخية القديمة على وجود الموسيقى في فارس القديمة. يعود أقدم هذه السجلات إلى الألفيَّة الخامسة قبل الميلاد.

وفقاً لتلكَ السجلات فقد كانت أقدم الآلات الموسيقية في العالم موجودة في إيران، وهذه الآلات الأقدم هي: آلة الهارب والطبل. كانت توجد آلة موسيقية تسمى القوبوز «آلة العِشق» وهي آلة تعود جذورها إلى 6000 عام تقريباً في فارس القديمة.

كان للموسيقى وضع وأهمية اجتماعية في عصر العيلاميين وعصر الأخمينيين (700 إلى 330 قبل الميلاد) ، ولكن تطورت الموسيقى وازدهرت في عصر الدولة الساسانية (632 – 651 ق-م) وكانت تستخدم في طقوس عبادة الديانة الزرادشتية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت وقد برزت أسماء كثيرة من الموسيقيين مثل: رامتين وآزاد و باربد.

ولم تختف الموسيقي لفارس بعد الفتح الإسلامي ويعود ذلك لبروز أسماء حافظت عليها وأضافت لها مثل زرياب الذي جعل الموسيقي الفارسية تؤثر في موسيقي الأندلس، بالإضافة إلى الفارابي وابن سينا الذين برعوا في عزف العود والناي.

تتهادى الموسيقي الفارسية بين الكثير من الثقافات التي تجمعها حضارة واحدة، وكل منها تستخدم هذه الآلات في الأغاني الفلكلورية الخاصة، ولدى الجميع إيقاعه الخاص في الاستخدام للتعبير عن مشاعره وتاريخه وثقافته العريقة.

للموسيقى الفارسية التقليدية بعض الآلات الخاصة بها، فالعود الإيراني مثلاً يختلف عن العود العربي، لكنّ هذه الاختلافات ليست وحدها، فهذه بعض الآلات التي اخترعت في فارس وباتت جزءاً من المخيال الموسيقي للإيرانيين:

(1) القوبوز (آلة العشق): يُقال أنَّها تعتبر الآلة الأُمّ لجميع الآلات الموسيقية التي يتمّ العزف عليها في الشَّرق الأوسط. وقد عُرفت منذ 500 سنة وحتَّى الآن باسم آلة العشق، وهي آلة قديمة جداً ووفقًا لبعض وثائق علم الآثار تعود جذورها إلى 6000 سنة تقريبًا. أي أنها كانت مشهورة بين قبائل السومريين.

(2) الـ چنگ: أحد الآلات الوترية الموسيقية الفارسية القديمة وقد كانت منتشرة على نطاق شعبي كبير خلال عهد الحكم الساساني. تظهر الآلة في اللوحات الجدارية الفارسية القديمة، وقد تغيَّر شكلها بتطوُّر صناعتها منذ ما يقارب 4 آلاف سنة قبل الميلاد. تُعزف هذه الآلة في الأغلب من قبل النساء، وتشهد الآن محاولات إحيائها من جديد مع الموسيقى الجديدة.

(3) سه تار: وهي أحد الآلات الوترية التي تنتمي لعائلة العود. وتتكون الكلمة من مقطعين «سه» يعني ثلاثة، وكلمة «Tar» تعني وتر، وهي آلة بثلاث أوتار. أضيف إليها وترٌ رابع فيما بعد.وعزفت مع السبابة من اليد اليمنى ويمسك الشدود بأصابع اليد اليسرى. نشأت في بلاد فارس قبل انتشار الإسلام وتستخدم على نطاقٍ واسع في جميع أنحاء إيران وفي البلدان التي لديها علاقات ثقافية طويلة الأمد مع إيران، على سبيل المثال، في أذربيجان وأرمينيا.

(4) دوتار هي إحدى الآلات الموسيقية القديمة في ايران والتي تجسد جزءا كبيرا من الثقافة الموسيقية لهذه البلاد. وتم تسجيل عزف دوتار في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو) كجزء من التراث الوطني الايراني.

(5) الكمنجة آلة موسيقية وترية إيرانية يعزف عليها بالقوس ومعروفة أيضا بكلمة رباب.

(6) السنطور آلة موسيقية وترية شبيهة بآلة القانون العربية، ولكنها تختلف في طريقة العزف، حيث تستخدم مطرقتان من الخشب للعزف على الأوتار)لها وجهين، السفلي أكبر من وجهها العلوي، ويفرق بينهما 5 ثقوب. تحوي الآلة على 76 وتراً بحيث تربط كل 4 أوتار على حزمة واحدة. إحدى أوتارها مصنوع من الحديد، والأوتار الأخرى تكون مصنوعة من البرونز و النحاس، وتكون ذات لونين أوتار بيضاء وأوتار ذهبية.

(10) "دمبك" آلة تقليدية إيرانية تصنع من خشب الجوز والقيقب، كما يدخل في صناعتها جلد الجمل أو الماعز أو العجل، وتزين بالمنحوتات والزخارف.

تعتبر الموسيقى الإيرانية مجموعة من النغمات والإيقاعات التي ظهرت منذ قرون وشهدت تطورات وتكاملت على مر العصور وهي تعكس الخصائص الاخلاقية والأحداث السياسية والاجتماعية والجغرافية لشعب يتمتع بتاريخ قديم جدا.

المصدر: الوفاق أون لاين

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019