إلهي! أيّها العزيز! لقد تخلّفت لسنوات عن القافلة، وقد كنتُ دوماً أدفع الآخرين إليها، لكنّي بقيت متخلّفًا عنها، وأنت تعلم أنّي لم أستطع أبداً نسيانهم، فذكراهم وأسماؤهم تتجلّى دائماً لا في ذهني بل في قلبي وفي عينيّ المغرورقتين بدموع الحسرة.
هذا جزء بسيط من وصية الحاج قاسم سليماني يتضرع فيه إلى الله سبحانه وتعالى أن يسلك طريق زملائه وأن تكون نهاية حياته ضمن قافلة الشهداء..... وكان له ما أراد.
روح الشهيد قاسم سليماني الإنسانية وحبه للشهادة، انطلقت من تعاليم المدرسة الإسلامية التي حرّضت على قتال الظالمين والمستكبرين، وفي هذا السبيل سخّر سليماني شجاعته لخدمة الإنسان المستضعف أينما تعرض هذا الإنسان للظلم والعدوان بغض النظر عن دينه ومذهبه.
جمع الشهيد سليماني في عمله بين الأبعاد العسكرية الجهادية والدبلوماسية والمعنوية والإنسانية، هو الذي يرتدي سترة القتال وخوذة الحرب ويحضر في الخطوط الأمامية، وهو نفسه ذاك الإنسان الذي كان يسرع لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ عندما تعرضوا للسيول في خوزستان، ليعود ويظهر مرة أخرى وهو يضم على صدره أبناء الشهداء ويواسي أمهاتهم وكأن ذلك الشهيد هو أحد أفراد أسرته.