"مقهى خبيني" حكاية اسم بقِدم "السفر برلك"

الأربعاء 29 مايو 2019 - 11:07 بتوقيت غرينتش
"مقهى خبيني" حكاية اسم بقِدم "السفر برلك"

لاسمه حكاية، ولوجوده تاريخ طويل، هو مقهى "خبيني" واحد من المقاهي التي انتشرت في دمشق منذُ القدم.

يشترك مع غيره من المقاهي في كونه مكاناً يرتاده الدمشقيون للتسلية ولتجاذب أطراف الحديث، يستمعون إلى الموسيقا والغناء، ويستمتعون بشرب الشاي والقهوة ولعب الطاولة وتدخين النرجيلة، وبعضهم يلعب بالألعاب التي كانت سائدة آنذاك كالفناجين والشطرنج والنرد والمنقلة أو الاستماع للحكواتي أو مشاهدة الكركوزاتي، إلا أنه تميز عن كلٌّ من هذه المقاهي بأحداثٍ وقصص طريفة أثرت على تسميته، وبات علامة مميزة.

وأصل تسمية «خبيني» قديم وسبق أن أطلق على مقهى غرب التكية عند ساحة الحجاز اليوم، وتعود أسباب تسمية المقهى العهد العثماني حين كان العثمانيون يعمدون إلى البحث عن الشباب لسوقهم إلى الخدمة العسكرية "حرب السفر برلك" وكان الشاويش ينزل السوق بحثاً عنهم وهو يعتمر قبعة طويلة من اللباد، وقد اقترن اسمه بالخوف لدى العامة، وللدلالة على عبوره السوق يصرخ الناس "عباية..عباية" ليتمكن الشباب من الهرب، فكان المقهى هو ملاذهم الوحيد يتوجهون إلى من فيه ويقولون "خبيني "، والمقهى الحالي لايتقاسم مع مقهى خبيني الأساسي سوى بالاسم.

تعارف الناس على تسميته مقهى "خبيني" لأنّه يختفي ما بين آخر سوق "القباقبية" والقوس المؤدي إلى منطقة "النوفرة". ويتكون المقهى من صالةٍ داخلية مستطيلة الشكل تبلغ مساحتها حوالي 80 م وبداخلها سبع طاولات يتسع كلّ منها لشخصين موزعة على حائط المقهى، بالإضافة لمصطبة خارجية تتسع لسبع طاولات يجلس على كلٍّ منها شخص واحد، ويمتاز المقهى بعمارته القديمة والصور الفوتوغرافية لأماكن تراثية عديدة، كما أنَّ موقعه الفريد جعله محطةً يمرُّ بها أي متجول في دمشق القديمة بعد زيارة الجامع الأموي، لكون جميع أزقة المدينة القديمة تتفرع بالقرب من المقهى.

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019