ما هي قصة المثل الشعبي “ينباعوا بالعزا”؟

الخميس 30 مايو 2019 - 11:36 بتوقيت غرينتش
ما هي قصة المثل الشعبي “ينباعوا بالعزا”؟

تتردد على ألسنتنا جملة في موقف معين، لا نتوقف لنفكر فيها كثيراً، ولا نعلم من أين أتت؟ لكن الموقف ‏يستوجبها فتحضر لتعبر عنه وتمضي، مع أننا لو قمنا بتفسيرها حرفياً ستكون بلا معنى ‏يمت بصلة للموقف الذي استدعى قولها، لكن الدلالة التي تحملها هي التي تتصل به اتصالاً ‏مباشراً.‏

للدلالة على الاستخفاف بشخص قام بفعل مستهجن أو مستنكر والتقليل من أهميته نتيجة هذا ‏الفعل، يُقال “ينباع بالعزا” أو “ينباعوا بالعزا”، وبالنظر إلى حرفية الجملة أو المثل الشعبي ، نرى أن هناك شيئاً يُباع ‏في العزاء (الذي يقام في حالة الموت)، وهو موقف لا يحصل فيه عادة بيع أو شراء، ولو كان ‏يدل على بيع أشياء تخص المتوفي، فالمفترض أن تكون ثمينة ولا تباع برخص كما يحمل مدلول ‏القول.‏

بالبحث عن أصل الجملة ومعناها الحقيقي، تذكر مصادر مختلفة أنها تعود إلى مرحلة ‏الحرب العالمية الأولى، وفترة “السفربرلك”، فحين كان العثمانيون يسوقون الرجال إلى الحرب، كان ‏البعض يهرب من التجنيد الإجباري عن طريق ادعاء الوفاة.‏

وكان أهل المطلوب وأقاربه أو أهالي قريته يتضامنون معه، فيقيمون له عزاءً شكلياً، حتى يقتنع ‏الأتراك بأنه فعلا توفي، في حين يهرب هو أو يتوارى عن الأنظار لفترة طويلة، وقبل هربه يبيع ‏كل ما يملك، أو يقوم أهله ببيع أملاكه زيادة في التأكيد على وفاته بأن باعوا كل ما يخصه، ‏وحتى يستطيع امتلاك مبلغ يساعده في فترة سفره أو هربه (خاصة إلى الجبال)، وهي فترة قد ‏تطول وتمتد.‏

‏ ويترك “المتوفى” الهارب خلفه أشياء دون قيمة، وغير مهمة في نظره، ليبيعها أهله وأصحابه، ‏ومن هنا جاءت كلمة “ينباع بالعزا”، أي هو دون قيمة ويمكن أن اتركه خلفي دون اهتمام.‏

‏”ينباع بالعزا” وغيرها كثيرمن المصطلحات المشابهة، تعبر عن حالة اجتماعية تقوم على عدم الاهتمام بمصير شخص ما، ‏أو التقليل من قيمته، وترتبط بنوع من الأنانية وحب الذات في حال كان هناك تحقيق لمصلحة ‏القائل على حساب أناس آخرين، على اعتبار أن مصيره أهم، ويمكن أن تأتي نتيجة تصرف ‏سيء أتاه أحدهم، فخفت مكانته وأهميته.‏

الخبر

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019