صيد الصقور في البادية من الهواية إلى التجارة.. الطير الحر يتجاوز ٢٠٠ مليون

الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 06:39 بتوقيت غرينتش
صيد الصقور في البادية من الهواية إلى التجارة.. الطير الحر يتجاوز ٢٠٠ مليون

بدأت مع نهاية شهر آب الماضي رحلات التخييم لهواة (تجار) صيد الطيور الثمينة، أو ما يسمونها الطير الحر. وقد ازداد الاهتمام بهذا النوع من الصيد نتيجة العائد المادي الذي تحققه حيث تجاوز سعر الطير الحر ٢٠٠ مليون ليرة سورية.

يقول «الكانوص» محمد جاسم الدخيل من أبناء ريف الرقة أنه ذهب منذ شهر إلى منطقة الرصافة في ريف الرقة الجنوبي وأقام برفقة عدد من أصدقائي مخيماً صغيراً وباشر البحث عن الطائر الحر النادر على أمل أن يحقق من وراءه ثروة مالية تساعده على تغيير نمط حياته بالكامل.

وأضاف الدخيل في حديثه «للوطن» أن هوايته في اصطياد الطيور والحيوانات البرية قد تحولت إلى مشروع تجاري جديد بعدما استطاع عدد كبير من الشبان تحقيق مكاسب مالية وصفت بـ«الخيالية» خلال فترة وجيزة، وذلك عبر اصطياد الطائر الحر النادر وبيعه بأرقام مرتفعة وصلت في بعض الأحيان لأكثر من ٢٠٠ مليون ليرة سورية.

وذكر الدخيل أن موسم اصطياد الطائر الحر يبدأ بين شهري آب وتشرين الثاني وهي الفترة التي تهاجر فيها الطيور من شمال تركيا وأرمينيا باتجاه الجنوب مروراً بسورية بحثاً عن المناطق الدافئة، ولهذا قمنا بتجهيز المخيم لاصطياده عبر إعداد الكمائن والوقت الأفضل للصيد هي الفترة بين شروق الشمس والظهيرة حيث يبحث الطائر عن الطعام المتمثل بالطيور الصغيرة مثل القطا والحمام».

وأضاف إن «طيور الحر لا تهاجر في جماعات وأسراب مثل بقية الطيور المهاجرة وتفضل السفر بمفردها والصيد كذلك، لهذا نجد أن أغلب من يعثر عليه يجده وحيداً، ولهذا فإن مهمة البحث عنه تكون شاقة للغاية وأحياناً نضطر للمبيت في البادية أسابيع متواصلة قبل أن نأخذ استراحة ليوم أو اثنين قبيل المعاودة للبحث عنه.

وأضاف إننا نستعمل عدة أنواع من الطيور مثل القطا والسمان والحمام البري كطعم للطير الحر، وذلك عبر ربطها داخل أقفاص شبكية تستطيع احتجاز قدمي الحر حال اقترابه منها، مع استحالة استعمال الأسلحة النارية في صيده لكون ثمنه المرتفع يتعلق دائماً بصحته الجسدية وعدم وجود أي عيب فيه.

وعن تمويل رحلة الصيد ذكر الدخيل أن أغلب الصيادين يعتمدون على أنفسهم في تمويل الرحلة وهي قبل سنوات لم تكن مكلفة، لكن اليوم وبسبب ارتفاع أسعار البنزين أصبحت كلفة رحلة صيد الطائر الحر لا تقل عن ١٠ ملايين ليرة، لأن الصياد مضطر إلى السير بالسيارة لمسافات طويلة، وهناك تكاليف أخرى عبارة عن طعام الصياد ونفقات الفريق الذي يكون معه في التخييم، ولكن هناك إمكانية للتشارك بين ممول لرحلة الصيد و«الكانوص» حيث يقدم الممول السيارة أو قيمة البنزين ومصاريف الرحلة مقابل نسبة تتراوح بين ٢٥ إلى ٥٠ % من قيمة الصيد.

جدير بالذكر أن عمليات صيد الطائر الحر ازدهرت خلال السنوات الماضية بسبب خروج مناطق واسعة عن السيطرة، إضافة إلى الأرباح الكبيرة جداً من هذه الهواية التي تحولت إلى تجارة، إضافة إلى سهولة ترويج بيعها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة بذلك حيث تقام مزادات على مواقع التواصل لبيع الطيور تساعد على رواج صيد الطيور التي يشتريها الأثرياء من أبناء دول الخليج العربي.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019