وأشاد الوزير بجهود فرق العمل التي استنفرت منذ ساعات الليل وواصلت عملها لإعادة الطريق لوضعه الطبيعي وإزالة الأنقاض والأتربة والحواجز التي جرفتها الأمطار وتكاتف وحدات العمل مع جهود نوعية كبيرة من محافظة ريف دمشق والمجتمع الأهلي والشرطة وفرع المرور والدفاع المدني والإطفاء، التي عملت على تنظيف الأوتستراد من كامل الصخور والأتربة التي وصل ارتفاعها إلى 2م وهو الآن سالك وآمن لكل السيارات المارة.

هذا وكلف الوزير المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية معالجة المواقع وإعادتها وفق معايير السلامة والأمان والجودة الفنية المعتمدة بالسرعة الممكنة، علماً أن الانهيار وقع في تمام الساعة 12 ليلاً، وعلى الفور توجّهت آليات وكوادر محافظة ريف دمشق، والمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، والشرطة والدفاع المدني والإطفاء بمساعدة المجالس المحلية المجاورة ومساهمة للمجتمع المحلي، إذ حضرت 10 تركسات و10 سيارات كبيرة «قلاب» إلى المكان.

من جهته ذكر مدير عام مؤسسة المواصلات الطرقية جريس البشارة أن الانهيارات تمت بشكل كبير في ثلاثة مواقع والأضرار اقتصرت على المادية بالسيارات عدد 2.

وأضاف البشارة: تمت إزالة آثار الانهيار وبعد الانتهاء من تعزيل آثار السيل تمت المتابعة من مهندسي المؤسسة والفنيين فيها لتسليك الطريق وفتح الشوايات واستكمال أعمال النظافة لتأمين السلامة المرورية بشكل تام وأنه تم استئناف حركة السير عبر الأوتوستراد وعادت الحركة المرورية للمعتاد.

وكشف مدير مجمع الخدمات في محافظة دمشق عماد العلي لـ «الوطن» عن إجراءات فنية احترازية مقرر اتخاذها في عدة مناطق ضمن العاصمة وأماكن المرتفعات تداركاً لأي طارئ مع إجراء أعمال التدعيم، ولاسيما بعد حادثة انهيار جزء من جبل ترابي على أوتستراد دمشق- حمص وذلك بمحلة الثنايا الذي أدى إلى قطع أوتستراد (دمشق- حمص) ذهاباً وإياباً، ما استدعى تحويل حركة السير إلى مسارات بديلة.

وبينما أكدت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، إعادة حركة السير إلى طبيعتها بعد إزالة الأنقاض، بينّ العلي أن محافظة دمشق وعبر المديرية الخدمية قامت بالمؤازرة بالآليات اللازمة لإزالة الأنقاض عبر قسم الترحيل في مديرة النظافة.

واعتبر العلي أن الانهيار على أوتستراد دمشق- حمص كان عبارة عن كتلة صخرية وأتربة نتيجة العوامل الجوية والمناخية وهذا النوع من الانهيارات متوقع حدوثه وله أسباب عديدة يعرفها اختصاصيو الجيولوجيا، الأمر الذي يتطلب إجراء كشف على المنطقة واتخاذ الإجراءات اللازمة.

وفي تصريح لـ «الوطن» أكد أستاذ الجيولوجيا في جامعة دمشق نضال جوني أن هذه المنطقة تضم عدداً من المنحدرات، مضيفاً: مع الأيام قد يحدث انزلاق في التربة، ما يتطلب لحظ عوامل السلامة، ولاسيما في ظل وجود صخور كلسية مشققة، مستبعداً أن تكون الزلازل التي شهدتها البلاد السبب في حدوث الانهيار.

وشدد جوني على ضرورة قيام اللجان المختصة برصد واقع المنطقة ولحظ السبب الأساسي المباشر، وعليه اتخاذ الإجراءات اللازمة لتلافي حدوث مثل هذه الانهيار.

من جانبه اعتبر رئيس مجلس مدينة القطيفة أحمد النجار لـ «الوطن» أن غزارة الأمطار الكبيرة لساعة واحدة أحدثت سيولاً وفيضانات كبيرة مع لحظ جرفان المياه من بداية الأوتستراد، مبيناً أن «المقالع» في المنطقة ألغيت سابقاً، كما يوجد مصارف مطرية على طول الأوتستراد تعرضت لاختناق نتيجة الأتربة والصخور التي جرفتها المياه الغزيرة.

وبين النجار أن لجنة خبرة فنية من مجلس المدينة لرصد الأسباب المباشرة وتقييم واقع المنطقة وعليه وضع التقرير المناسب ورفعه إلى محافظ ريف دمشق، ليصار إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة تلافيا لمنع حصول مثل هذه الحادثة.

وكان حدث منذ يومين انهيار جزئي بسقف بناء مصبوب حديثاً في المنطقة الصناعية بمدينة اللاذقية، واقتصرت الأضرار على الماديات.

ووفق البيانات الواردة من إدارة المنطقة الصناعية «التي نشرتها الصفحة الرسمية للمحافظة»، فإن أعمال البناء تتم بالرخصة رقم 138، مع وجود إذن صب أصولي، ولا يوجد في العقار أي مخالفات.

هذا وأكدت المحافظة التدقيق في سبب الانهيار الجزئي للسقف من لجنة شكلت.

وكانت فرقة إنقاذ من مديرية الدفاع المدني توجهت إلى الموقع فور إعلامها بحدوث الانهيار في السقف، تحسباً لوجود أشخاص تحته، على حين أكد فوج إطفاء اللاذقية أن الأضرار اقتصرت على الماديات المستعملة بإنشاء السقف.