ليس كله مؤذي.. فما الفرق بين الإجهاد النافع والضار؟

الثلاثاء 19 مارس 2024 - 16:30 بتوقيت غرينتش
ليس كله مؤذي.. فما الفرق بين الإجهاد النافع والضار؟

قد يكون من المدهش أن تدرك أن الإجهاد ليس كله ضار من الناحية الصحية، فمستويات الإجهاد الصحي تُساعد على بناء المرونة، فما الفرق بين الإجهاد النافع والضار؟ وكيف تعرف أنك تتعرض لخطر الإجهاد المفرط؟.

وقالت خبيرة علاج الإجهاد لدى مركز مايو كلينك هيلثكير في لندن سافيا ديبر إن الإجهاد هو رد فعل بدني ونفسي لعامل ما، وهذا العامل يمكن أن يكون أي شيء. والإجهاد المُفيد لنا، والذي قد يجعلنا نشعر أننا بخير، هو الإجهاد النافع وهو عكس الضار.

وأضافت ديبر: "يتوقف الأمر على فهم الإجهاد وكيف يتعامل جسمك معه في الواقع. والإجهاد المزمن الذي يؤثر على جميع أعضاء الجسم: فقد تشعر بالقلق والاكتئاب واضطرابات الهضم على سبيل المثال".

وتقول ديبر إن الإجهاد يُثير شلالًا من ردود الأفعال من العقل والجسم بمجرد ما تبدأ الاستجابة له، وتحت الإجهاد الطبيعي، يبدأ الشخص من نقطة بداية في وضع الاسترخاء، ثم يواجه مسبب للإجهاد، فيبدأ رد الفعل للإجهاد، ويصعد إلى قمة، ثم يرتد إلى نقطة البداية.

تغيرات بدنية عند التهديد

ينشط الجهاز العصبي السمبثاوي وإنتاج هرمون الإجهاد الرئيس، الكورتيزول.

يصبح التفكير سلبياً بينما تمرّ بشيء سيئ أو تتوقعه.

يزداد تركيز الانتباه على ما يحدث.

يستعد القلب والرئتان والعضلات لمساعدتك على القتال أو الجري.

تزداد سرعة القلب ويرتفع ضغط الدم وتزداد سرعة النفس حيث يحتاج الجسم إلى توصيل المزيد من الأكسجين إلى الخلايا.

تتوتر العضلات.

لا تكون بحاجة إلى عمل الجهاز الهضمي والجهاز التناسلي، لذا يقل نشاطهما.

يتحول تركيز الجهاز المناعي من مكافحة الغزوات المجهرية مثل الفيروسات والخلايا السرطانية ويدخل في وضع التهابي فيزيد إنتاجه لبروتينات تُسمى السيتوكين تعمل على تعديل هذه العملية.

الجسم يرمم أوضاعه

وعندما يدرك الشخص أن التهديد انتهى، يبدأ الجسم في ترميم أوضاعه ويتحول من رد الفعل هذا حتى "ينظم نفسه"، ويتحول الجسم إلى حالة الترميم والتجديد والنمو مع تلاشي رد الفعل المواجه للإجهاد.

ولفتت ديبر إلى أنه من الناحية البدنية، تتباطأ سرعة النفس وسرعة القلب، ويعود ضغط الدم إلى المستوى الطبيعي، وتأخذ المزيد من النفس التوسعي، ويرتخي توتر العضلات، ويواصل الجهازان الهضمي والتناسلي نشاطهما الطبيعي، وقد تبدأ في التواصل مع الآخرين لتروي التهديد الذي تعرّضتَ له.

وتقول الدكتورة ديبر: "إذا توترتَ استجابةً للإجهاد ثم استرخيت فقد أكملت الدائرة التي شرحناها. فلا مجال للإهلاك ولا مجال للتلف."

وتضيف: "في الواقع، من المرجّح أن يكون هذا الإجهاد نافعاً لك، حيث أنه يؤدي إلى مزيد من المرونة. فإن كان سبق لك في حياتك أن تغلبت على حدث مسبب للتوتر، وعالجته معالجةً كاملةً وأكملت الدائرة التي ذكرناها".

وتقول: "قد تتعرض للإجهاد وتستمر في هذه الحالة، تُصدر رد فعل طويل الأمد. وهذا عندما تكون يقظًا بشكل مفرط، وتكون مُستثارًا ولكنك مُرهق، وتكون قلقاً.أو تكون الحياة ألقت في وجهك الكثير من مسببات التوتر لدرجة أنك تستجيب بشكل غير كافٍ. ومكمن الخطر هنا هو عدم القدرة على التعافي وليس مسبب التوتر نفسه. وبعد فترة، قد تفقد الحس ولا تُظهر أي رد فعل."

ما دلالات الإجهاد المرضي؟

ونبّهت الدكتورة ديبر إلى وجود العديد من مؤشرات المرض على أن الشخص ربما يكون في خطر الإجهاد المفرط وأنه قد حان الوقت لمواجهته:

إذا بدا الإجهاد دائماً ولا يخفّ.

إذا بدا الإجهاد غير خاضع للسيطرة وشعرتَ أنك غير قادر على الاسترخاء أو أنك في وضع القيادة الذاتية.

إذا كانت لديك مشكلات في السيطرة على عواطفك.

إذا بدأت الانسحاب من الحياة أو الناس أو كليهما.

إذا كنت تشعر بأعراض بدنية مثل الصداع أو آلام الصدر أو تهيّج المعدة أو اضطرابات النوم أو الإصابة بالإعياء بكثرة.

المصدر: وكالات

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019