وفي البحث عن الأشخاص الأكثر عرضة وتضرراً نتيجة الجو المغبر،تبين بأنهم من يعملون في بيئات يتطلب العمل بها التعامل مع مواد رملية أو تسبب الغبار، مثل العمال في المصانع أو في أعمال البناء، إضافة للأفراد والأسر الذين يقطنون في مناطق صحراوية أو تربتها رملية، والتي تتعرض لعواصف ريحية بشكل متكرر، كما أن الأشخاص الأكثر تأثراً صحياً بها، هم من يعانون من الحساسية أو التهيج الشديد في العينين و مرضى الربو.

حيث يحتوي الغبار على جسيمات صغيرة مهيجة للشعب الهوائية والرئتين عند استنشاقها، وفق ما أكده أخصائي أمراض الجهاز التنفسي مازن دعبول، مبيناً أن الأشخاص الأكثر تأثراً بالغبار، هم من يعانون من أمراض مزمنة مثل مرضى الربو، حيث تتفاقم أمراض الجهاز التنفسي لديهم، ما يؤدي لتهيج وتورم في الشعب الهوائية المزمنة (COPD)، و زيادة في السعال وضيق التنفس، و زيادة خطر الإصابة بالتهابات رئوية، كما بين دعبول أن العواصف قد تقلل من جودة الهواء و بالتالي زيادة مستويات العوادم والملوثات الجوية، ما يمكن أن يزيد ويصعد مشاكل التنفس والتهيج لديهم.

ولتقليل تأثير الغبار على الجهاز التنفسي ينصح دعبول باتباع بعض الإجراءات الوقائية، كاستخدام أقنعة واقية للتنفس، وتهوية الأماكن جيداً، وتنظيف الأسطح بانتظام لتجنب تراكم الغبار، أما في حال وجود أعراض تنفسية متفاقمة أو صعوبة في التنفس بسبب التعرض للغبار، ينصح بالتوجه إلى أقرب مركز صحي أو طبيب مختص لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب.

من جهتها، أكدت اختصاصية  أمراض العيون "لبنى أحمد"  أن تأثير وضرر الغبار على صحة العين والجهاز البصري، لا يقل خطورة عن أمراض الجهاز التنفسي، فالغبار قد يسبب تهيجاً أيضاً والتهاباً حاداً في العين، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الحكة، الاحمرار، التورم، وزيادة الإفرازات في العين، كما يمكن أن يزيد التعرض للغبار من خطر الإصابة بالتهابات عينية ومشاكل أخرى مثل الجفاف العيني والتهاب الملتحمة.
وللوقاية من تأثيرات الغبار على العين، نصحت "أحمد" باستخدام نظارات واقية للعيون عند التعرض للغبار، وتكرار غسل العيون جيداً بالماء النظيف في حالة الاتساخ بالغبار، كما حذرت من تجنب فرك العينين باليدين المتسختين، والابتعاد عن مصادر الغبار قدر الإمكان، والحفاظ على البيئة المحيطة نظيفة، والحرص على استخدام قطرات العين المرطبة إذا كان هناك جفاف عيني.

المصدر: صحيفة تشرين