هل الجزء الرابع نهاية مثالية لسلسلة "قصة لعبة"؟

الخميس 18 يوليو 2019 - 13:40 بتوقيت غرينتش
 هل الجزء الرابع نهاية مثالية لسلسلة "قصة لعبة"؟

يعرض في الوقت الحالي الجزء الرابع من سلسلة أفلام الرسوم المتحركة "قصة لعبة" (Toy Story)، وذلك بعد مضي ما يقارب عشر سنوات على عرض الجزء الثالث الذي اعتبره الكثيرون فيلما أسطوريا.

واستحق "قصة لعبة" الترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم، وليس فقط أفضل فيلم رسوم متحركة، وقد فاز بالأخيرة بالتأكيد، وبعد عرض الجزء الجديد كان السؤال الأهم: هل هذا الفيلم هو خير خاتمة للسلسلة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا التقرير.

توي ستوري الطفل المفضل لبيكسار وديزني
توي ستوري هي سلسلة أفلام رسوم متحركة بدأت عام 1995، وهي أول تعاون بين بيكسار وأستوديوهات والت ديزني، وتدور أحداث الأفلام حول حقيقة أن ألعاب الأطفال لها حياة منفصلة بعيدا عن عيون البشر، تتحرك وتتفاعل بل وتقوم بالمغامرات كما رأينا على مدار الأفلام الأربعة.

وبطل السلسلة هو لعبة المأمور راعي البقر "وودي" ولعبة رائد الفضاء "باز"، وتم صنع التحريك في هذه الأفلام عبر برامج الحاسوب "سي جي آي أنيميتد" (CGI animated)، وهي الأفلام الطويلة الأولى التي تصنع بهذه التقنية، والجزءان الأول والثاني من إخراج جون لاستر، والثالث من إخراج لي أنكريش، والرابع من إخراج جوش كولي.

حققت السلسلة إيرادات عالية للغاية، بالإضافة إلى الاستحسان النقدي، حيث الميزانية الكاملة للأفلام الأربعة كانت 520 مليون دولار، وحققت حتى الآن ما يزيد على 2.7 مليار دولار، وعلى موقع الطماطم الفاسدة حصل الفيلمان الأول والثاني على علامة 100% والثالث والرابع على علامة 98%، وهي نتائج من الصعب الوصول إليها.

وبالإضافة إلى سلسلة الأفلام الطويلة قدمت بيكسار بضعة أفلام قصيرة ومسلسل تلفزيوني لشخصية باز وحدها، وقام بالأداء الصوتي للشخصيات الرئيسية "وودي"، و"باز" كل من توم هانكس وتيم آلن على الترتيب.

الجزء الرابع ومغامرة جديدة لوودي وباز
بعد أحداث الجزء الثالث انتقلت ملكية الألعاب من الطفل السابق آندي الذي وصل لسن المراهقة إلى الطفلة بوني، والتي مع الوقت تفقد اهتمامها بوودي ويتراجع إلى خزانة اللعب المهملة، لكن بانتقالها إلى مرحلة المدرسة يحاول وودي مساعدتها على التأقلم، وهناك تصنع لعبة من شوكة طعام، وتعاني هذه الشوكة "فوركي" بسبب عدم رغبتها في أن تكون لعبة فتحاول الهرب ويهرع وودي خلفها لإعادتها مرة أخرى لبوني.

خلال مغامرته الجديدة يقابل وودي اللعبة التي اختفت في الأجزاء السابقة "بو بيب" التي تعيش الآن حياة حرة لا يملكها طفل معين لكن تستمتع بالتنقل والعلاقات الجديدة التي كونتها مع مجموعة واسعة من اللعب الضائعة، وعلى الرغم من إعجاب وودي ببوب بيب وروحها القوية فإنه لا يستوعب بسهولة تمردها على قواعد الانتماء لطفل، لتصبح تلك هي العقدة الجديدة لهذا الجزء من السلسلة.

هل نهاية هذا الجزء نهاية مثالية؟
تتميز سلسلة توي ستوري بأنها مسلية وجاذبة للكبار والصغار، وكذلك تقدم رسائل ناضجة للغاية، وقد وصلت إلى قمة نضجها في الجزء الثالث، حيث شاهدنا الألعاب وهي تفتقد صديقها أندي بعدما أصبح مراهقا ويوشك على الذهاب للجامعة.

وكانت خاتمة الفيلم حول المضي قدما، واستيعاب مفهوم التغير الذي يحدث للأشخاص على مر السنين، وأهمية البدء من جديد على الرغم من صعوبة الأمر، ويعتبر مشهد النهاية من أكثر المشاهدة المؤثرة في السينما وأبكى المشاهدين مرارا وتكرارا على الرغم من كونه فيلم رسوم متحركة.

لذلك عندما أعلن عن إنتاج الجزء الرابع قلق الكثيرون من صعوبة إنتاج فيلم آخر يستطيع مضاهاة الجزء الثالث أو تقديم خاتمة أكثر واقعية ورعة من هذا الجزء.

قدم الجزء الجديد كذلك في نهايته رسائل مشابهة عن أهمية الألعاب للأطفال، وعن الخروج من دوائر الأمان، والبحث عن المغامرة والسعادة بعيدا عن القواعد القديمة التي دأبنا على اتباعها لسنوات، وودي في هذا الجزء كان أمامه الخيار مرة أخرى في أن يكمل النهج ذاته كلعبة بوني على الرغم من عدم اهتمامها به في مقابل أن يبقى مع أصدقائه، أو يبدأ من جديد مع بو بيب حياة مخيفة لكن مختلفة.

وعلى الرغم من المشهد المؤثر في نهاية الفيلم فإن النهاية لم تكن أسطورية مثل الجزء الثالث، ولم تترك التأثير ذاته، لكن في الوقت نفسه فتحت الباب لأجزاء أخرى قد تكون مقبلة نتابع خلالها مغامرات المأمور وودي الجديدة.

مزايا الجزء الجديد
قد لا يكون الجزء الرابع من قصة لعبة هو الخاتمة المثالية للسلسلة، ولكن هذا لا يعني إنه فيلم سيئ بأي حال من الأحوال، بل على العكس هو فيلم جيد بكل المقاييس، سواء من حيث التحريك الذي تتطور تقنياته كل عام بصورة مذهلة، مما يجعل تجربة المشاهدة مثيرة بصريا، أو الإخراج الذي حافظ على الإثارة طوال الفيلم، والأهم كتابة الشخصيات، خاصة شخصية وودي التي اكتسبت نضجا أكبر، وبو بيب التي قدمت شخصية نسوية قوية ومتحدية للإعاقة، وشخصية جابي جابي التي من المفترض أنها شريرة الفيلم لكنها وضعتنا أمام نوع جديد من الشر يجعلنا نتعاطف معه تماما.

حقق توي ستوري 4 حتى الآن 773 مليون دولار حول العالم، وما زال في دور العرض، ومن المتوقع أن يحقق المزيد من الإيرادات الأسابيع المقبلة على الرغم من إنه سيدخل في منافسة مع فيلم ديزني اللايف أكشن المقبل "الأسد الملك".

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019