ولقد استطاع الفنانون المبدعون الايرانيون ان يبدعوا أعمالا كل عمل منها لوحدة يعتبر قمة في الفن ومن اجل تجميل وتزيين المباني والعمارات في اعمال كالتنبيت على الخشب، التعريق، المشبكات، اعمال الخاتم، وكذلك تجميع العقد عن ماضي هذا العمل لا يوجد لدينا تاريخ دقيق ويعتقد بعض المحققين بأن هذا الفن بانواعه واللغة المستعملة فيه بدأ منذ الخلافة العباسية وانتشر في مصر وسورية خلال القرنين السادس والثامن الهجري ثم دخل متزامنا مع ذلك الوقت الى ايران.
يعمل بهذا الفن على الخشب في عمل وصنع ابواب الاماكن المقدسة، المنابر وعمل مشبكات الحماية على نوافذ المنازل والقصور، وقد راج منذ العصر الصفوي تطعيم الاخشاب المشبكة بالزجاح الملون واصطلح على ذلك اسم (الارسي) وهو المصطلح الرائج في العراق ايضا.
ومن هذه الاعمال النفيسة الفريدة نرى اعمال الخشب الباقية من المرحوم غلام رضا آقا ابراهيميان في اعمال المقرنس والمشبك وغيره في الاماكن والاعتاب الدينية والمباني التاريخية لاصفهان واعماله موجودة في الوقت الحاضر على ابواب ونوافذ الفندق العباسي في اصفهان.
ويشهد هذا الفن انتشاراً واسعاً له في الوقت الحاضر وهناك عدد كبير من الفنانين الايرانيين الذين يعكفون على هذا الفن في كل أرجاء البلاد.
وفي نوع من هذا الفن، وبدلاً من أن يحفر الفنان أرضية الخشب ويبرز الرسم أو النقش المطلوب عليه، يبري قطعاً خشبية مختلفة مع ألوانها الطبيعية المنوعة ويرصفها جنباً الى جنب.
هذا الفن يشبه كثيراً فن تنظيم الفسيفساء. وفي النوع الحديث من هذا الفن، يستفاد من خشب أشجار الأبنوس والشمشاد لإضفاء اللون الأزرق على العمل ومن خشب شجر العناب للونه الأحمر، غير ان الفنانين يستخدمون غالباً ما خشب شجر الجوز أو جذور الأعشاب وأشجار الغابات التي تحمل نقوساً جميلة بذاتها.
ان الخشب هو المادة الاولى للفنان لعملية النحت عليه، وهذا الخشب يجب أن يتمتع بالقوة والرصانة وخال من العقد الخشبية؛ الأمر الذي جعل الفنانين يلجؤون إلى استخدام أخشاب قوية ورصينة كأشجار الجوز والعناب والشمشاد وما شابه ذلك، الا أن الفنانين الايرانيين يستخدمون كثيراً ما خشب شجر الجوز لإنتاج صناعاتهم اليدوية، وذلك بسبب وفرتها في مختلف أنحاء البلاد.
من المدن الايرانية التي تعرف بصناعة فن النحت أو الحفر على الخشب مدينتا اصفهان وگلپایگان، حيث نرى فيهما ازدهاراً واسعاً لهذا الفن.