أشهر قلاع الحصون الوسطى.. قلعة صلاح الدين

الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 - 10:21 بتوقيت غرينتش
أشهر قلاع الحصون الوسطى.. قلعة صلاح الدين

أُدرجت عام 2006 على لائحة التراث العالمي بحسب موقع اليونسكو، وهي من أروع النماذج المعمارية التي خلّفتها عمارة القرون الوسطى، لما تحمله من قيمة تاريخية وأثرية تشهد عليها مناعتها وقوة حجارتها هي قلعة صلاح الدين الأيوبي.

تقع القلعة على الجزء الشمالي من الجبال الساحلية المطلة على الطريق الفرعي الذي يمر عبر الجبل بين مدينة اللاذقية وسهل الغاب الشمالي، حيث يقابلك طريق ضيق متعرج بانحدارات حادة مطلة على وادٍ عميق في ربوع جبلية خلابة، يحيط بك عند وصولك خندق حجري بعمق 30 مترا تقريباً على طول طريق معبّد يتوسطه عمود صخري على شكل مسلة.

 

تقسم القلعة إلى قسمين رئيسيين، القسم الشرقي وهو القسم الأعلى ويحتوي على أغلب التحصينات الهامة، والقسم الغربي من القلعة منخفض بشكلٍ ملحوظ عن القسم الشرقي، ويقع عند هضبةٍ مسطحة كانت تتصل سابقاً بالرأس الصخريّ الذي أقيمت عليه القلعة، وتم فصله عن الرأس عند نحت خندقٍ في تلك الصخرة، واعتبرت قلعة صلاح الدين في سورية من أجمل القلاع في فن العمارة العسكرية، هذا بالإضافة لإطلالتها المثيرة للدهشة والروعة في آنٍ معاً.

 

يتميز البناء بعدة طرز معمارية، بحسب تعاقب الحقب التاريخية عليها كالبيزنطية والصليبية والأيوبية والمملوكية، فالقلعة التي بنيت في العصور القديمة مرت بأحداث تاريخية مهمة، بدءاً بالبيزنطيين الذين احتلوها عام 975، حيث يعتقد أن أقدم الأبنية التي تنتصب اليوم من التحصينات والقلعة والمنارة وربما السورين الخارجيين إضافة إلى الكنيسة التي تقع في القسم الغربي المنخفض؛ تعود إلى تلك الفترة.

 

بعدها انتقلت إلى الصليبيين الذين حولوا الفسحة السماوية العليا إلى منطقة سكىنية من خلال بناء حصن مربع ضخم يضم خزاني مياه كبيرين وتحده أبراج متعددة نصف دائرية ومستطيلة، إضافة لبناء مجمع سكني كبير يشبه في طرازه القصر الأيوبي في قلعة حلب، يضم حمامات وغرف استقبال على منسوبين؛ حيث بني حوله حمامان وجامع خلال الفترة المملوكية مع برج استقبال عبر الجدار الغربي للفسحة العليا.

 

 ومن ثم جاء العصر الأيوبي الذي لا زالت الكثير من منشآته المعمارية ظاهرة حتى الوقت الحاضر، كالأسوار وبعض الأبراج والمسجد والمئذنة، وبقايا القصر وحمامات تتميز بهندسة معمارية جميلة وبرج يطل على القلعة، إلى جانب منشآت صناعية في القسم الجنوبي، كما استكمل خلال هذه الفترة حفر الخندق الشرقي، فزادت أهميتها وغدت مقر حكم سياسي وعسكري، وشكلت نقطة حماية للمنطقة بالكامل طوال عهد الأيوبيين حتى عام 1260، و بعدها وصل المماليك إلى الحكم عام 1272، حيث لا زال هناك العديد من البقايا من تلك الفترة، ولا سيما في القسم المرتفع.

 

 

 

 

مزيد من الصور

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019